responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 155

أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾ [النساء: 51]، فهذه الآية الكريمة تكاد تنطبق على هؤلاء انطباقا تاما، فهم يؤمنون بآيات الرجاء، ولا يؤمنون بآيات الخوف، ولا يقدرونها حق قدرها.. وهم يرددون كل حين بأن سبيل المنحرفين عن الله، والمنفرين عنه، أهدى من سبيل المؤمنين.. وهو ما يفعله التنويريون والمرجئة الجدد كل حين عند تعظيمهم لغير المؤمنين، وتحقيرهم للمؤمنين.

بالإضافة إلى ذلك كله فإن تلك الدعوات، لا ترتبط بالتدخل في الشؤون الإلهية فقط، ولا ترتبط بالدعوة غير المباشرة للإلحاد فقط.. وإنما لها آثارها الخطيرة على السلوك والقيم جميعا، ذلك أنه من البديهيات أن القيم السلوكية الرفيعة تحتاج إلى حوافز، تدفع إلى العمل بها، وعقوبات تنفر من الوقوع في أضدادها.. فإذا ما رفعت العقوبات.. ولم تبق إلا الحوافز التي يستوي فيها العاملون والمقصرون.. لن تبقى أي قيمة.. بل لن يبقى أي دين.

فهل يمكن أن يستقيم أمر دولة تضع القوانين المشددة للجرائم.. ثم يأتي أئمتها وخطباؤها ومفكروها ليقولوا لعامة الناس: لا تخافوا.. فكل تلك العقوبات المسطرة لن تحصل.. فالحاكم رحيم وصاحب قلب طيب.. وقد وسع برحمته كل رعيته صالحهم ومجرمهم.. برهم وفاجرهم.

هل يمكن أن تبقى في هذه المدينة أي قيم رفيعة، أو أخلاق عالية، أو نظام محكم؟

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست