اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 154
مع العلم أننا
لو طبقنا على هذا الشخص وغيره ما ورد في حديث المفلس، والذي قال فيه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة، ويأتي قد
شتم عرض هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، فيقعد فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته،
فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من الخطايا، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم
طرح في النار)[1] فسنرى ما هو
أخطر من كل ما ذكره رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من أمثلة.. ذلك أن الملحد لم يشتم الناس،
ولم يقذفهم فقط، وإنما راح يسرق منهم أغلى جوهرة، جوهرة الإيمان..
فكيف يمكن أن
يتعامل هذا الملحد يوم القيامة مع كل الذين يخاصمونه باعتباره الحجاب الذي حجبهم
عن الإيمان، والقنطرة التي أدت بهم إلى الإلحاد.. وقد قال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(من
كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا
درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات
صاحبه فحمل عليه)[2]
لا يمكننا أن
نشبه الدور الخطير الذي يقوم به هؤلاء إلا بذلك الصديق الأحمق الذي أراد أن يذب
الذباب عن صاحبه، فقتله.. وهكذا يفعل هؤلاء، فهم بتعظيمهم الملاحدة، وبدعائهم لهم،
ينشرون الإلحاد من حيث لا يشعرون، لأنهم يعتبرونه قيمة من القيم المحترمة، في نفس
الوقت الذي يجلدون فيه الذات، ويحتقرون القيم الإيمانية والدينية.
وهم في ذلك لا
يختلفون عمن وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ