فهذا الحديث
وأمثاله من الأحاديث المروية في جميع الصحاح والمسانيد والسنن، والتي يخبر فيها
رسول الله a أنه حُرم من الشفاعة في أصحابه
الذي عرفهم، وقد كانوا يصلون ويصومون ويتوضأون ويحجون ويمرضون..ومع ذلك لم يخرجوا
من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.
ومثله ما ورد في
القرآن الكريم من أنه لا مجال للتلاعب بالقيم، وأن كل من تلاعب بها فإن مصيره إلى
جهنم، وأول القيم قيم الإيمان بالله، كما قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا
كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ
يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ
(44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ
الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ
الشَّافِعِينَ (48)﴾ [المدثر: 38 - 48]
فالآيات الكريمة
أخبرت أن الذين لا يصلون.. أي ليس لهم تواصل روحي بالله.. والذين لا يطعمون
المسكين.. أي ليس لهم أي تواصل ورحمة بالمجتمع.. هؤلاء وغيرهم لا تنفعهم شفاعة
الشافعين حتى لو تقدموا للشفاعة لهم.
وهكذا نجد
القرآن الكريم يصرح بغضب الله ولعنته وعقابه الشديد على ذنوب كثيرة نراها هينة
سهلة عند أولئك الذين ضربوا القرآن بالحديث.. وضربوا الدين وقيمه بما شرعوه
لأنفسهم من شرائع الهوى.
فالله تعالى
أخبر عن الهمز واللمز وعقوبته، فقال: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ
(1)
[1] رواه أحمد (5/412، رقم 23544)
(5/393، رقم 23385) ، والبخارى (5/2404، رقم 6205)، والنسائى فى الكبرى (2/444،
رقم 4099).
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 151