اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 150
هذا حال المرجئة
القدامى مع التعاليم القرآنية والنبوية، ومع القيم الشريفة التي وردت فيهما، أما
المرجئة المحدثين، فحدث ولا حرج.. فقد راحوا إلى الإيمان نفسه يحذفونه، فلا يشترط
عندهم الإيمان لدخول الجنة.. بل يكفي أن يكون الإنسان طيبا، وخلوقا.. أما الإيمان
فهو مسألة فرعية لا قيمة لها.
وأما قوله
تعالى: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى
جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [آل عمران: 12]، فهو عندهم منسوخ، ومؤول
بصنوف التأويلات.. فالكافر عندهم لا وجود له إلا في النصوص المقدسة، وأما في
الواقع، فلا وجود له.. حتى ذلك الذي ينفي الله، ويعيش عمره داعية إلى الإلحاد، أو
ساخرا من الله، لا قيمة لكل ذلك عندهم، فهو ما دام يؤمن بالجاذبية أو بالطبيعة..
فيمكن أن نعتبره مؤمنا بالله بوجه من الوجوه..
وهم لا يكتفون
فقط برجاء أن تشمله رحمة الله الواسعة، ولكنهم يتألون على الله، فيدعون لأولئك
الذين كان في إمكانهم أن يؤمنوا، ولكنهم لم يفعلوا.. لا يدعون لهم بالهداية فقط،
وإنما يدعون لهم بالرحمة والمغفرة والجنة الواسعة.. بل بالفردوس الأعلى.
ويتناسون أن
رسول الله a أخبر عن العذاب الشديد الذي
يحيق بأمته، مع إيمانها، بسبب بعض التقصير الذي قد تمارسه تجاه أوامر الله، ففي
الحديث الصحيح المعروف، الذي يوصي فيه رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
أمته: (ألا وإنى فرطكم على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم، فلا تسودوا وجهي ألا وقد
رأيتموني وسمعتم مني وستسألون عني، فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار، ألا وإني
مستنقذ رجالا- أو أناسا- ومستنقذ مني آخرون فأقول: يا رب، أصحابي. فيقال: إنك لا
تدري ما أحدثوا
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 150