responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 149

 

وبناء على هذه المقولة وغيرها ذهبت كل تعاليم المسيح والقيم النبيلة التي جاء بها أدراج الرياح، ذلك أن السوط الذي جعله الله لتأديب عباده، وهو جهنم، وعذابها الشديد، صار ملغيا بفعل تلك المفاهيم الإرجائية.

ونفس الشيء حصل للمسلمين في عهدهم الأول، حيث تحول الكثير منهم إلى فرق إطفاء لجهنم، وسعيرها، بل إلغائها أصلا، واعتبار أن كل تلك التهديدات التي وردت في القرآن الكريم، ولأبسط التجاوزات والذنوب مجرد تهديدات لفظية لا قيمة لها..

وانتشر بينهم أن رحمة الله واسعة.. ولطفه بعباده عظيم.. وأنه يكفي أن يتحقق الإيمان بالله ورسوله، لتتنزل بعده السعادة المطلقة، ولا يهم بعد ذلك، هل كان ذلك الإيمان مجرد أقوال تقال، أو حركات تؤدى، أو كانت قيما يعيشها صاحبها، ويضحي بكل شيء من أجلها.

انتشر في ذلك الحين مثل تلك الأحاديث التي لا تعطي أي قيمة للعمل، ولا للسلوك الأخلاقي مثل حديث: (أتانى جبريل فبشرنى أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فقلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق)[1]

وهكذا انتشرت مثل هذه النصوص الإرجائية، لتحول من الزنا والسرقة وشهادة الزور وكل الجرائم الإنسانية بما فيها القتل نفسه شيئا بسيطا لا أهمية له، مع أن الله تعالى في القرآن الكريم يتوعد بالعذاب الشديد لأجل قضايا بسيطة جدا، لا تساوي أمامها تلك الجرائم شيئا.


[1] رواه البخارى (6/2721، رقم 7049) ، ومسلم (1/94، رقم 94)

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست