اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 141
وتبين حقيقتها
هي في الحقيقة رد على الفكر التنويري، الذي يبالغ فيها، ويعتبرها أصلا وغاية
ومقصدا.
وهو عندما يفعل
ذلك لا يقدم شيئا جديدا، لأنه عقل يهدم ولا يبني، ولهذا نرى الكثير من التنويريين
يملكون شهادات علمية في الطب والفيزياء والهندسة وغيرها، ثم يتركونها، ولا يقدمون
في تخصصاتهم أي شيء جديد، بينما يذهبون إلى القرآن الكريم يتلاعبون بألفاظه
ومعانيه، ليحولوها إلى المسار الذي تريده أهواؤهم.
ولهذا ذكرنا أن
العقل التنويري أخطر من العقل الملحد، وأكثر بعدا من الدين عنه، لأن الملحد قد
يقتنع في يوم من الأيام، ويعود إلى الله بتواضع، أما التنويري، فهو يتصور أنه على
شيء، بينما هو لا يملك من الدين إلا السراب والأهواء والتقول على الله، كما قال
تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ
أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى
وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾
[الحج: 11]
والعقل الملحد
يكتفي بنقد الدين من دون أن يتدخل في تحريفه وتبديله والتلاعب به، بينما العقل
التنويري يفعل ذلك، ويفتري على الله الكذب، ويزعم أنه يفهم من الوحي ما لم يفهمه
كل العلماء والصالحين، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى
عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ
وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ [الأنعام: 93]
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 141