responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 142

 

فكرة لم يسبقني إليها أحد

مع كثرة النصوص المقدسة المحذرة من الرياء وحب الجاه وطلب السمعة، والداعية إلى التواضع والعبودية وطلب خمول الذكر، نجد ألسنة كثيرة تتحدث عن الدين، وكأنه سلعة من السلع، أو اختراع من الاختراعات، أو مضمار من المضامير التي يتنافس فيها أهل الدنيا ويتقاتلون.

ومظاهر ذلك كثيرة جدا، ولعل أحسن وصف لها ما وصفه أولياء هذه الأمة عند تسميتهم لهؤلاء بكونهم [علماء الدنيا]، حتى لو كانوا يعلّمون القرآن، أو يدرّسون الفقه، أو يكتبون في العلوم الشرعية.

وأبشع تلك المظاهر هو تلك العبارة التي نسمعها كثيرا، وكأنها أدب من الآداب الشرعية، أو سنة من السنن النبوية، وهي قول بعضهم عندما يكشف الله له فهما من الفهوم، أو معرفة من المعارف: (وهذه فكرة لم أر من سبقني إليها)، أو (لم يسبقني إليها أحد)

فإذا وجدها بعد ذلك عند بعضهم، وقد ذكرها من غير أن ينسبها إليه قامت قيامته، وراح يهدد ويتوعد، مع العلم أن تلك الفكرة قد تكون مرتبطة بالإخلاص ودرجاته، والورع ومراتبه.. وقد يكون لها علاقة بالشرك وخفاياه، أو الرياء ومظاهره.. وقد تكون تفسيرا لآية قرآنية، أو شرحا لحديث نبوي.

وهو يفعل ذلك بكل تبجح، بل ربما يكتب في ذلك المقالات.. وكأن الدين شيء، والحديث عنه شيء آخر.. مع أن العلم بالدين يقتضي أولا أن يتدين المتعلم له، والمتحدث به، وإلا كان مغرورا مخادعا، أو مفتونا مضللا، {أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست