اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 140
وخصوصا سيدنا
رسول الله a، ولذلك يحتقرون سنته، ولا
يبالون بها، بل يعقبون عليه بما تمليه أهواؤهم.
والعلامة الأكبر
لهؤلاء هو نفورهم من كل تلك النصوص المقدسة التي تحقر الحياة الدنيا، وتعتبر حبها
أم الخطايا، وتعتبر كل ضلالة حصلت في الأرض ناتجة عنها، كما قال تعالى: ﴿
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ
آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ
مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [البقرة: 212]
وهذه الآية
الكريمة تحوي وصفا دقيقا لهؤلاء الدنيويين الذين يسمون أنفسهم تنويريين، ذلك أن
الدنيا قد زينت في أعينهم، فاستحلوها، ثم راحوا يسخرون من الذين آمنوا، والذين
اتقوا، مع أنهم فوقهم يوم القيامة، كما أنهم فوقهم في الحياة الدنيا.
ولذلك لا نجد
تنويريا إلا وهو يسخر من العلماء والأولياء والعباد والزهاد، ويعتبرهم جميعا
متخلفين لم يفهموا الدين كما فهمه..
ولهذا نراهم
يحتقرون الوعاظ الذين يمارسون ما كان يمارسه رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
من التحذير من الاستغراق والتثاقل إلى الحياة الدنيا، باعتبارهم أخطر ما يهدد
حقيقة الإنسان نفسها، والتي قد تتحول إلى كلب يلهث، كما قال تعالى: ﴿
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا
لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ
يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ
الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 175، 176]
وبناء على هذا
كله، فإن كل النصوص المقدسة التي تحذر من الحياة الدنيا،
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 140