responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 139

عذاب جهنم منحرفا، وبعيدا عن فهم الدين.

ولست أدري من أين لهم هذا، والقرآن الكريم كله إنذار وتخويف، ولا يمكن لمن يقرؤه صادقا إلا أن يمتلئ بتلك الخشية من الله، والتي تولد فيه لا محالة حوافز التقوى، وروادعها.

بل إن القرآن الكريم، وفي ذكره للذنوب التي نحتقرها، يشدد ويتوعد ويهدد، ثم يأتي هؤلاء التنويريون بما أوتوا من سماحة لينسخوا كل ذلك، ويعقبوا على الله في حكمه، ليرضوا أهواءهم أو جماهيرهم، ولا يعلمون أن البشر الذين خاطبهم رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) هم نفسهم البشر الذين يقومون بخطابهم.

ومن علاماتهم تحقير العبادات والاستهانة بها، لأن الدين عندهم ليس سوى علاقة للإنسان مع الإنسان أو الكون؛ فالإنسان هبط إلى الدنيا في تصورهم ليعمرها، ويملأها بالأبراج والطائرات والصواريخ، ويسيطر على مناخها وتضاريسها، أما ترقية نفسه بممارسة العبادة وكثرة الذكر والرياضات الروحية، فهي عندهم تشدد وتطرف وبلادة.

ولذلك يستهينون بالشعائر التعبدية، ويحقرونها، ويحاولون تأويل كل ما ورد فيها من النصوص تأويلات مختلفة، حتى تصبح الصلاة أحقر الأعمال، لا أشرفها، ويصبح الذكر هو ذكر الدنيا، ولا ذكر الله، ولا الشوق إليه.

ومن علاماتهم احتقار الصالحين والأولياء الذين أمرنا الله تعالى بسلوك سبيلهم، وبأن نكون معهم، فالصالحون عندهم هم المخترعون والمكتشفون، لا أولئك الذين أفنوا أعمارهم في ذكر ربهم والدعوة إليه..

وهم لا يتوقفون عند أفراد الصالحين، وإنما يضمون إليهم الأنبياء والمرسلين،

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست