اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 120
[الممتحنة: 8]
2 ـ تعارض
المعاني التي فهموها مع عالمية رسالة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):
ذلك أن أول
مقتضيات قولهم بعدم شرطية اتباع رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
والاكتفاء بمجرد الإقرار بكونه رسولا من الله تعالى، دون التزام ما جاء به من
عقائد وشرائع، هو عدم عالمية رسالة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).
ذلك أن أول
مستلزمات العالمية وجوب الاتباع الكامل لما جاء به رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من لدن جميع الأمم، كما ورد في الحديث الصحيح
المتفق عليه: (والذي نفسي بيده، لا يسمع بي رجلٌ من هذه الأمة، ولا يهودي ولا
نصراني، ثم لم يؤمن بي، إلا كان من أهل النار)[1]
وفي حديث آخر،
قال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي.. [وذكر منها]:
وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة)[2]
بل هذا الذي دل
عليه القرآن الكريم في مواضع كثيرة، فالله تعالى أخبر أن رسالة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إلى كافة الناس بخلاف رسائل سائر الرسل، والتي ذكر
أنها لأقوامهم خاصة، ومن تلك النصوص قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُون ﴾ [سبأ: 28]، وقوله: ﴿ قُلْ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (لأعراف:158)، وقوله: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ