اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 119
بل حينها تعتبر
دعوة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لليهود والنصارى لغوا،
وإرساله الكتب لملوك النصارى وتحذيره لهم مجرد تصرف لا معنى له.
وكيف يستقيم
ذلك، وقد ورد في القرآن الكريم في نصارى نجران المسالمين الذي تعامل معهم رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بكل سماحة ولطف، ولكن مع ذلك لم يسكت عن كفرهم
وجحودهم عن اتباعه، بل دعاهم إلى المباهلة، فقال: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ
نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران:
61]
وهكذا ورد في
القرآن الكريم الآيات الكثيرة التي تخبر عن الموقف الحقيقي من أهل الكتاب، وهو
الموقف الذي يبين ضلالهم عن الحق، وكفرهم بسبب عدم اتباعهم له، وفي نفس الوقت يأمر
بالسماحة معهم، وتأليف قلوبهم.
ولا تعارض بين
الأمرين، ذلك أن البعض يتصور أن القول بكفرهم وجحودهم للحق، يقتضي المعاملة
السيئة، وهذا غير صحيح، فرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
تعامل مع وفد نجران بكل سماحة وأدب، ولكنه في نفس الوقت لم يداهنهم ولم يجاملهم،
ولم ينزل إلى رغباتهم، بل بين لهم حقيقة ضلالهم، ودعاهم إلى المباهلة عند جحودهم
لها.
وهذا ما ينص
عليه قوله تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 119