responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 118

72]، وقوله: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: 73]، وغيرها من الآيات الكريمة التي تنص على كفر من أشرك بالله تعالى، أو لم يتبع الرسول a أو كذبه، كما سنرى في الدليل الثالث.

والإيمان بجميع الآيات يدعونا إلى التساؤل عن الفهم الصحيح لتلك الآيات التي يوردونها، وهو بسيط جدا لمن يعرف لغة القرآن الكريم.. فالقرآن الكريم لا يتحدث عمن رأوا رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وسمعوا به، فأولئك يجب عليهم الإيمان به واتباعه، وإنما يتحدث عمن لم يروه، ولم يسمعوا به إما لأسباب زمانية أو مكانية.

أما الزمانية؛ فلكونهم في أزمنة سبقت الإسلام، ولم يعرفوا دينا إلا تلك الديانات، فهم غير مكلفين إلا بها، وأما المكانية؛ فهو كونهم في أقصى الأرض، ولم يتهيأ لهم أن يسمعوا بالإسلام، فهم غير مؤاخذين بسبب ذلك.

ومما يدل على هذا الأسلوب القرآني في التعبير قوله تعالى ـ عند الحديث عن بني إسرائيل ـ: ﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعراف: 159]، فهو لا يقصد وجودهم في كل الأزمنة، وإنما يقصد وجودهم في الأزمنة السابقة قبل رسالة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، لأنه بعد إرسال الله له صار على الجميع وجوب اتباعه كما سنرى.

وإن شاء هؤلاء التنويريون أن يجادلونا؛ فيذكروا أن تلك الآيات الكريمة ذكرت نجاة غير المسلمين ممن عاصروا الإسلام ولم يتبعوه، حينها سيعترضون على آيات كثيرة جدا في القرآن الكريم، والتي تنص على كفر من لم يتبع رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) ولم يؤمن بما جاء به.

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست