اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 117
والخلاصة التي
ننتهي إليها من مفهوم الآية هي أن هذه الآية الكريمة تدعو أهل الكتاب للعودة
لكتابهم المقدس ليتمثلوا القيم النبيلة الموجودة فيه، ويتمثلوا ما ورد فيه من
أوامر باتباع الرسول الخاتم الذي تكاد الكثير من الأسفار تصرح به.. وهي لا تعني
بذلك اكتفاءهم بما فيها عن اتباع الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) .
بل إن مثل ذلك
مثل من يخاطب سياسيا يراه قد انحرف عن مشروعه السياسي الذي طرحه، بالعودة إلى
مشروعه والعمل بما فيه، مما كان قد وعد به، وذلك لا يعني أن مشروعه معصوم، أو أنه
كاف، وإنما هو نوع من التنزل في مخاطبة الآخر.
وهو منهج قرآني
في الحوار، فقد قال تعالى في مخاطبة المشركين: ﴿قُلْ لَا تُسْأَلُونَ
عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [سبأ: 25]، فهل
يمكن الاستدلال بهذه الآية الكريمة على أن المسلمين كانوا مجرمين.
ب ـ ما ورد في
القرآن الكريم من النصوص الدالة على نجاة غير المسلمين، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ
رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 62]،
وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ
وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [المائدة: 69]
فهذه الآيات
الكريمة لا يمكن أن تفهم إلا في ضوء النصوص الأخرى الكثيرة الدالة على كفر من أشرك
بالله من اليهود والنصارى كقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾ [المائدة: 17]، وقوله: ﴿
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ
إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة:
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 117