بل أخبر أنه قد
ورد في الكتاب المقدس من التفاصيل المرتبطة به (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
ما يجعلهم موقنين به، غير شاكين فيه، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ
فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة:
146]
ومنها ما ورد
فيها من الوصايا الأخلاقية كالوصايا العشر، ونحوها، والتي وردت جميعا في القرآن
الكريم الذي هو المهيمن على الكتب، والحاوي لكل ما فيها من قيم نبيلة، ومعارف
سامية.
بالإضافة إلى
هذا، فقد أخبر القرآن الكريم أن هناك تحريفات حصلت في هذه الكتب، وأن أهل الكتاب
كانوا يشترون بتحريفها ثمنا قليلا، فهل يعقل أن يأمر الله تعالى أهل الكتاب بأن
يقيموا ما حرف من كتابهم: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ
كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ
بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 75]
فإذا كان ذلك
حقيقة مقررة، فكيف نجيز لأحد من أهل الكتاب أن يظل على دينه، بل يعتقد بما ورد فيه
من تجسيمات وخرافات وأباطيل.. ونعتبره مسلما بسبب ذلك.
لا يقول ذلك إلا
من لا يعرف الكتاب المقدس، وما يحتوي عليه من أنواع الضلالة والانحراف والدجل،
والتي كانت سببا في ظهور الإلحاد وغيره.. فهل يمكن أن نعتبر هذه المصادر بعد ذلك،
ثم نطلب من أهل الكتاب إقامتها، وأن يضيفوا إليها فقط الاعتراف بكون محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) مجرد رسول لا يجب اتباعه؟
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 116