اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 111
الإسلام إلا
اسمه، أما حقيقته، والتي تشكلها المعاني التي يتكون منها، فإنها تزول بزوالها.
فهل يمكن أن
يكون هناك إسلام من دون أن يكون فيه صلاة ولا صيام ولا حج ولا تلاوة ولا ذكر؟..
وهل يمكن أن يكون هناك إسلام لا تحرم فيه الخمر ولا الخنزير ولا القمار ولا الربا،
ولا الفواحش، ولا كل ما ورد في الشريعة تحريمه؟.. وهل يمكن أن يكون هناك إسلام لمن
يعتقد في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر خلاف ما ورد في القرآن الكريم من
عقائد واضحة صريحة، تثبت الكفر لمن جحدها وعاندها بعد أن سمع بها؟
هذه أمور واضحة
جدا، والنصوص المقدسة كلها من القرآن الكريم والسنة المطهرة المتفق عليها عند
المدارس الإسلامية جميعا تدل عليها، لكن مع ذلك يأتي من التنويريين من يشكك في ذلك
كله، ويزعم أنه يمكن للمسيحي أو اليهودي أو البوذي أو على أي دين شاء أن يحتفظ
بدينه، وبشعائره وشرائعة وعقائده حتى لو كانت مناقضة للإسلام بشرط واحد، وهو أن
يؤمن برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إيمانا علميا ذهنيا لا
علاقة له بسلوك ولا بعقائد.
ولست أدري ما
الذي دعاه إلى هذا؟.. وهل آلمه أن يدخل الناس في دين الله أفواجا، حتى راح يقول
لهم: لا داعي لأن تسلموا.. فأنتم مسلمون أصلا، يكفي فقط أن يصدر منكم اعتراف بأن
محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لا يختلف عن إرميا وإشعيا وبوذا.. وأن الإيمان به
وحده يكفي، كما أن الإيمان بالمسيح وحده يكفي.. فلا حاجة لأن ترهقوا أنفسكم
بالتكاليف الشرعية، التي هي خاصة فقط بتلك الأمة التي لم ترفع عنها الأغلال التي
رفعت عنكم.
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 111