responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 57

 

القرآن .. وأوهام الشيوخ

لعل السبب الأكبر في كل الانحرافات الكبرى التي وقعت فيها هذه الأمة، وبسببها انحدرت إلى هذه المنحدرات السحيقة هو الإعراض عن القرآن الكريم.. الإعراض عن تدبره.. وعن التفاعل مع مقتضياته.. وعن استنباط سنن الله من خلاله، كما قال تعالى عن أهل الكتاب من قبلنا: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ [المائدة: 66]

ومن أخطر أنواع الإعراض محادة الله في كتابه، والتقديم بين يديه، ومخالفة مقاصده.. وقد وقع هذا كثيرا للأسف في واقعنا التاريخي، كما وقع في واقعنا التراثي، ومن لدن أكثر مدارس الأمة، وبأسماء مختلفة.

ومن أخطر تلك التقديمات تقديم فهوم الشيوخ وأوهامهم على كتاب الله، ونصوصه القطعية الصريحة التي لا تحتمل محلا للجدل.

ومن الأمثلة القريبة على ذلك الموقف من فرعون.. فعند تدبر القرآن الكريم نجده يذكر فرعون باعتباره نموذجا للطغيان والعتو في أقصى درجاته.

وكان الأصل في هذه الأمة، وفي رجال دينها أن يتدبروا القرآن الكريم ليستخلصوا السنن المرتبطة بذلك، ليخلصوا الأمة من الطغاة الذين انحرفوا بشريعة الله العادلة، وحرفوها لتنسجم مع أهوائهم، لأن قول الله تعالى لموسى عليه السلام: ﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 24] ليس خاصا بموسى عليه السلام، بل هو يشمل كل ورثة الأنبياء لينقذوا الأمة من هؤلاء الطغاة.

وقد ذكر القرآن الكريم الجرائم الكبرى التي قام بها فرعون في محال كثيرة منه، ومن ذلك قوله تعالى، وهو يصور مدى الكبرياء والتجبر والطغيان الذي وصل إليه

اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست