responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58

فرعون: ﴿ فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) ﴾ [النازعات:21 -24]

ولم يكتف فرعون بتلك الدعاوى، ولا بمجرد ترديدها، بل كان يمارس الطغيان بأبشع صوره، كما قال تعالى يصور ذلك: ﴿وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ [الأعراف: 141]

وفي آية أخرى يصور الجريمة بصورة أبشع: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 49]

ففرعون وملأه الذين كانوا يأتمرون بأمره لم يكونوا يقتلون الأبناء فقط، وإنما كانوا يذبحونهم، ويعذبونهم بذلك الذبح.. ويعذبونهم أكثر عندما يستحيون نساءهم، ليتنهكوا من خلالها أعراضهم.. وهل هناك جرائم أعظم من هذه الجريمة.. أن يباد شعب كامل، وأن تنتهك أعراضه.

ولم يكن يكتفي بكل ذلك، بل كان يقتل ويعذب كل من يقف في وجهه، ولو بكلمة، حتى لو كان من أقرب المقربين إليه، وقد ضرب لنا القرآن الكريم نموذجا عن ذلك بما فعله مع السحرة، كما قال تعالى: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأعراف: 123، 124]

ولم يكتف فرعون بذلك كله، بل إنه كان جدارا منيعا حال بين المصريين والدخول في دين الله، كما قال تعالى: ﴿وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ﴾ [طه: 79]

ولنتصور لو أن فرعون آمن، أو ترك قومه يؤمنون كيف يكون حال المصريين،

اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست