اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 95
أن تصلوا؟ فإن قالوا نعم فقل لهم: هل لكم
أن تخرجوا من أموالكم الصدقة؟ فإن قالوا نعم فلا تبغ منهم غير ذلك، والله لأن يهدى
الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت)[1]
وموضع الشاهد
في الحديث واضح، وهو أن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كان يبعث السرايا لأمرين إما لمحاربة
محاربين، أو للدعوة إلى الله، ولا يبعثها لقتال مشركين ابتداءً.
وهذا الحديث
يدل على أن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كان ينهى عن القتال في سرايا الدعوة حتى
يقتل المشركون من المسلمين رجلاً، ثم بعد ذلك يتم عرض الإسلام عليهم، وإهدار ما
اقترفوه من دم المسلم، فإن قبلوا يتم إهدار دمه، وإن أبوا قوتلوا على هذا الظلم
والعدوان لا على إدخالهم للإسلام.
رمى رجل من
القوم سيفه، وقال: صدقت.. فهذه الأحاديث صحيحة وصريحة، وكنت أقرؤها دائما، وأتعجب
كيف سار تاريخ المسلمين على خلافها.
قال الحكيم:
لا تتعجب، فقد أخبر رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) عن انحراف الأمة عن
دينها بسبب تسلط الطواغيت عليها، وإعانة رجال الدين لهم..
قال الرجل:
صدقت.. وقد تعجبت لكثرة ذكر الفقهاء لما يسمونه استتابة، مع أني لم أر في ذلك
حديثا واحدا..
قال الحكيم:
صدقت.. فـ (الاستتابة الإكراهية) لا وجود لها في الدين، والإكراه في الاستتابة
اخترعها من اخترعها لتكون مقدمة للقتل، ولم يكن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
يكره أحداً على الاستتابة وقد سجل القرآن الكريم هذا، كما في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ
[1] السير
الكبير للفقيه الحنفي الشيباني (189هـ) (ج 1 / ص 78)، و مغازي الواقدي (ج 1 / ص
1079)
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 95