responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 94

فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم)[1]

فهذا الحديث يفيد بأنه لم يعاقب، مع أنه ليس ذا شوكة، فليس هو من اليهود، ولا من الأنصار، ولا من قريش، بل هو رجل نصراني، ارتد بمحض إرادته ولم يستتبه النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) ولم يأمر بقتله، وإنما مات حتف أنفه، وهو يفيد أيضا بأن أمر النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لقتل ابن أبي السرح – الذي له قصة مماثلة- إنما كان الأمر بقتله على أمر زائد في المحاربة وهو اللحوق بالمشركين ومناصرتهم على النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) فالقضية فيها خيانة عظمى، ومع ذلك فقد قبل النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) الشفاعة فيه ولم يقتله.

قال الرجل: وعيت هذا.. فهات الدليل الثالث.

قال الحكيم: هو ما روي في الحديث المتواتر عن ردة عبيد الله بن جحش، وكان من المهاجرين إلى الحبشة، وكان النجاشي قد أسلم، وهو ملك الحبشة، فلم يأمره النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) باستتابته، ولا قتله ولا أهدر دمه، علماً بأن النجاشي قد أرسل بعض مسلمي الحبشة لنصرة النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) ووصل أوائلهم قبل الهجرة ومنهم ابن النجاشي نفسه.

قال الرجل: وعيت هذا.. فهات الدليل الرابع.

قال الحكيم: هو ما روي في الحديث عن أبي رافع مولى النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وغيره أن النبي a بعث عليا مبعثا فقال له: امض ولا تلتفت - أي لا تدع شيئا مما آمرك به - قال: يا رسول الله كيف أصنع بهم؟ قال: (إذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك، فإن قاتلوك فلا تقاتلهم حتى يقتلوا منكم قتيلا، فإن قتلوا منكم قتيلا فلا تقاتلوهم حتى تريهم إياه، ثم تقول لهم: هل لكم إلى أن تقولوا لا إله إلا الله؟ فإن قالوا نعم فقل، لهم: هل لكم


[1] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست