اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 91
وتتلقى أوامر الدين الجديد، أما البيعة
الثالثة فهي ملزمة وهي تستوجب قتال المحاربين للدعوة الجديدة، وهجرة النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) والوعد بحمايته.. وكانت هذه البيعة بمكة قبل الهجرة
بسنة، وقد رويت من طرق عن كثير من الصحابة ممن شهدها منهم عبادة بن الصامت وجابر
بن عبد الله، وغيرهم.. وليس في هذه الأحاديث جميعا دعوة لقتل المرتد، أو قتل الناس
لأجل دينهم.
رمى آخر
بسيفه، وقال: صدقت.. فكل ما في تلك البيعة هو الدعوة لتكوين جماعة تحمي النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ليبلغ رسالته إلى الناس، والتعاون بين أفراد تلك
الجماعة على العدل ومحاربة الظلم إما بالسيف وإما الكلمة، وعلى التعاون والتكاتف
فيما بينهم، ورضا الجميع مسبقاً بإيثار الوافدين الفقراء بشيء من الممتلكات الخاصة
حتى يغني الله الجميع.
رمى آخر
بسيفه، وقال: صدقت.. وقد كان الصحابة يستدلون بتلك البيعة في شؤونهم جميعا، ومن
ذلك ما روي أن عبادة بن الصامت قال: (بايعنا رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على السمع والطاعة، في العُسر واليُسر،
والمنْشَط، والمكْرَه وعلى أثَرَةٍ علينا، وعلى ألا نُنازع الأمر أهْلَهُ، وعلى أن
نقول بالحق أينما كُنّا لا نخافُ في الله لَوْمَةَ لائم.وفي رواية بمعناه، وفيه (ولا
نُنازع الأمر أهله)، قال: (إلا أن تَرَوْا كُفرًا بَواحًا، عندكم فيه من الله برهان)[1]
قام رجل من
القوم، وهو مسلط سيفه، وقال: قد علمنا هذا.. لكنه غير كاف لإقناعنا بما تقول..
فهات المجموعة الثالثة من الأحاديث التي تزعم أنها تؤيدك.
قال الحكيم:
هي الأحاديث التي وثقت لأعظم وثيقة حقوقية بامتياز، وهي الوثيقة المسماة [وثيقة
المدينة]، وليس فيها دعوة إلى الإسلام، ولا إكراه عليه، بل فيها أن