اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 90
فهذا الحديث
واضح الدلالة في أن مهمة النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) تقتصر على البلاغ، وحماية هذا البلاغ بقتال
المحارب له والمعتدي على بيضة الدولة الناشئة بكل مواطنيها مسلمين ويهود ومنافقين
وكفار.
رمى آخر
سيفه، وقال: صدقت.. وقد حدثني من أثق به عن جابر بن عبد الله: أن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في الموسم ومجنة
وعكاظ ومنازلهم من منى، يقول: (من يؤويني، من ينصرني، حتى أبلغ رسالات ربي فله
الجنة؟) فلا يجد أحدا ينصره ولا يؤويه)[1]
وهذا الحديث
يبين أن سبب العرض هو أن قريشاً اضطهدت النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
ومنعته من دعوة الناس، وهذا يدل على أن الهجرة كانت لهذا السبب، وليس التهيؤ
للقتال، ولو لم تضطهد قريش المسلمين، ومنعهم النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
من عرض الإسلام لما هاجر.
قام رجل من
القوم، وهو مسلط سيفه، وقال: قد علمنا هذا.. لكنه غير كاف لإقناعنا بما تقول..
فهات المجموعة الثانية من الأحاديث التي تزعم أنها تؤيدك.
قال الحكيم:
هي الأحاديث التي رويت في بيعة العقبة مع الأنصار.. وهي بيعة على أساسيات الدين، ومنها:
أن نقول الحق أينما كنا لا نخشى في الله لومة لائم، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، وأن من ارتد عن هذه البيعة ونكث فأمره إلى الله، وليس هناك أمر بقتله ولا
إكراهه على الدين.
رمى رجل
بسيفه، وقال: صدقت.. ولي إجازة بأسانيدها الكثيرة.. بل أجمع عليها أهل المغازي
والسير وأهل الحديث، وكلها تذكر أن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
بايع الأنصار ثلاث بيعات، وكانت الأولى والثانية غير ملزمتين، وإنما هما بيعتان
على الإسلام، كأي مجموعة تسلم