اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 89
يتصوره حملة
سنته وناشرو سيرته وفضله وأخلاقه؟
رمى رجل من
القوم سيفه، وقال: صدقت.. وقد حدثني من أثق به عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: (كان
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يعرض نفسه في كل سنة على القبائل من
العرب أن يؤووه إلى قومهم حتى يبلغ كلام الله عز وجل ورسالاته ولهم الجنة)[1]
رمى آخر
سيفه، وقال: صدقت.. وقد حدثني من أثق به عن كعب بن مالك قال: (أقام رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ثلاث سنين من نبوته مستخفيا ثم أعلن في الرابعة،
فدعا عشر سنين يوافي الموسم يتبع الحاج في منازلهم بعكاظ ومجنة وذي المجاز، يدعوهم
إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالة ربه عز وجل ولهم الجنة فلا يجد أحدا ينصره، حتى إنه
يسأل عن القبائل ومنازلهم، قبيلة قبيلة، حتى انتهى إلى بني عامر بن صعصعة فلم يلق
من أحد من الأذى قط ما لقي منهم حتى خرج من عندهم وإنهم ليرمونه من ورائه..)[2]
فهذا الحديث
يقوى الحديثين السابقين.. وسنده قوي، ودلالته واضحة لا يمكن الجدال فيها.. لكن
عقولنا المغلولة بأغلال الكبر جعلتنا لا نلتفت لذلك.
رمى آخر سيفه،
وقال: صدقت.. وقد حدثني من أثق به عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يعرض نفسه على الناس بالموقف يقول: ألا رجل يعرضني
على قومه؟ فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي، قال: فأتاه رجل من همدان فقال:
ممن أنت؟ قال: من همدان، قال: فعند قومك منعة؟ قال: نعم، فذهب الرجل ثم إنه خشي أن
يخفره قومه فرجع إلى النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فقال: أذهب فأعرض على قومي ثم آتيك فذهب
وجاءت وفود الأنصار في رجب..)[3]