responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88

الدعوة والتجارة أكثر بكثير من عدد المسلمين الداخلين بالفتوح.

قام رجل آخر، وقال: إلى الآن نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.. أين هذه الأحاديث التي تدعي وجودها.. أم أنك لفقتها من عندك لتتلاعب بعقولنا وعواطفنا، وتهز نيران الغيرة على الدين من قلوبنا.

قال الحكيم: من تلك الروايات ما حدث به عروة بن الزبير قال: لما أفسد الله عز وجل صحيفة مكرهم خرج النبي a وأصحابه، فعاشوا وخالطوا الناس ورسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم، ويكلم كل شريف لا يسألهم مع ذلك إلا أن يؤووه ويمنعوه ويقول: (لا أكره منكم أحدا على شيء؛ من رضي الذي أدعوه إليه قبله، ومن كرهه لم أكرهه، إنما أريد أن تحوزوني مما يراد بي من القتل، فتحوزوني حتى أبلغ رسالات ربي ويقضي الله لي ولمن صحبني بما شاء)، فلم يقبله أحد منهم، ولا أتى على أحد من تلك القبائل إلا قالوا: قوم الرجل أعلم به أفترى رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه؟)[1]

قال الرجل: وعينا هذا.. لكن ما وجه دلالتها على ما تدعونا إليه؟

قال الحكيم: إنها واضحة جدا في الدلالة على ما دعوتكم إليه، فالنبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لم يوجب على من ينصره الإسلام، ولم يشترط عليه الإيمان ولم يعزله عن الجماعة، ولم يفرض عليه جزية، ولم يخصه بمعاملة تنتقص منه، وإنما اشترط أن يكون تحت السقف العام في نصرة النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) ومنعه من أعدائه حتى يبلغ رسالة ربه، ولا يعقل أن نظن أن النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لو وافقته قبيلة على ذلك، ثم أسلم الناس ولم تسلم تلك القبيلة أنه سيأمر باستئصالها، فهذا التصور المهين للنبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لم يكن يقول به أو يتصوره أعداؤه ومحاربوه، فكيف


[1] أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة (ج 1 / ص 258)

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست