responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87

وهي مما لا يعني شيئا في الاستدلال الفقهي..

قال الحكيم: كلا، فهذه الأحاديث لها أهمية كبرى، لأن العرض على القبائل يعكس الصورة الأدق للسنة النبوية أكثر من الأحاديث الفردية، وكذلك المعاهدات والمواثيق، فهذه يشارك فيها كثير من الناس، وهي أولى بالتطبيق من أحاديث الآحاد، والنبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لا يخلف وعداً ولا ينقض ميثاقاً، وهو عندما يعرض نفسه على القبائل كان يكرر أنه يريد إبلاغ رسالة الله فقط، دون إكراه لأحد على دين، ولو نصرته قبيلة ثم تبين لها اختلاف وعده لهم بألا يكره أحداً لكان هذا مدخلاً للشك في النبوة.

قال الرجل: ما دام الأمر كما ترى بهذا الوضوح، فلم لم يشتهر.. ولم خالفه المسلمون على مدار التاريخ؟

قرأ الحكيم قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الحجرات: 1]، ثم قال: أراكم تريدون أن تقدموا المسلمين على سيد المسلمين.. وتقدموا ما ورثتموه من آراء على ما وردكم عن نبيكم.

قال الرجل: معاذ الله أن نفعل ذلك.. وإنما أستفسر عن سر ذلك.

قال الحكيم: أنتم تعلمون أن السلطان قد زاغ عن القرآن، كما أخبر رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم).. ولم يكن من مصلحة الحكام أن تظهر أمثال تلك النصوص التي تعكر عليهم صفو حبهم للتوسع..

قال الرجل: ألا ترى أن ذلك كان مصلحة للإسلام والمسلمين.. فقد اتسعت أرضهم، ودخل الناس من بلاد كثيرة إلى الإسلام.

قال الحكيم: ولو أنهم نشروا ـ بدل ذلك ـ تعاليم السماحة والسلام، وانتشروا بالحكمة والموعظة الحسنة.. لدخل في الإسلام طواعية أكثر مما دخل فيه تحت الحروب الطاحنة، بل إن التاريخ يشهد أن عدد المسلمين الذين اعتنقوا الإسلام عبر

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست