responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 60

فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)[1]

فهذا الحديث الشريف يبين حقيقة التقوى، وهي توقي الحرام والشبهات وكل ما يؤدي إليهما.. ويبين أن التحقق بذلك كله متوقف على صلاح القلب.

قال الحكيم: بورك فيك.. وفي فهمك عن نبيك.. فحدثني عن كيفية تحقيق ذلك في الواقع.. وهل يمكننا أن نقدم على أمر دون أن نعلم حكم الله فيه؟

قال الرجل: تلك هي الضلالة بعينها، فالتقوى تستدعي تقديم الله ورسوله.. وألا نفعل شيئا قبل أن نعلم حكم الله فيه.. كما قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1]، وقال: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 36]

قال الحكيم: فهيا بنا نطبق ذلك على ما أنتم فيه.. فهل ترون أن التقوى تدعوكم لقتل بعضكم بعضا؟

قام رجل، وسل سيفه، وهو يقول: أجل.. فلولا التقوى ما خرجنا من ديارنا، فقد سمعنا أن هؤلاء حرفوا ديننا، وابتدعوا فيه بدعا عظيمة.. ونحن ما خرجنا إلا لقتالهم لنقتل معهم بدعهم وضلالاتهم.

قال الحكيم: فهل عرضتم هذا على الله ورسوله قبل أن تقدموا عليه؟

قال الرجل: أجل.. لقد عرضناه.. وقد أخبرنا رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

قال الحكيم: لكن هذا الحديث يتوعد صاحب البدعة بالنار.. ولم يتوعده بالقتل..


[1] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست