responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 61

فكيف تريد أن تجمع له العقوبتين؟

سكت الرجل، فقال الحكيم: أخبروني عن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) هل قتل المبتدعة الذين عاشوا في زمانه.

قال الرجل: لم يكن في عهد رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) مبتدعة.. ولذلك ترك الحكم في حقهم للاجتهاد.. وقد نص علماؤنا الثقاة على قتل المبتدعة، بل دعونا إلى جز رؤوسهم ورميها في المزابل.

قال الحكيم: ألم يكن في عهد رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) منافقين؟

قال الرجل: بلى.. لقد كان هناك منافقون، وقد حدثنا القرآن الكريم عن أخبارهم.

قال الحكيم: فهل كان هؤلاء المنافقون معروفين لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، أم كانوا متسترين مجهولين؟

قال الرجل: بل كانوا معروفين.. وكان أكثرهم يجهر بنفاقه، ولا يسر به كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 5 - 8]

قال الحكيم: فماذا فعل رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) مع من جهر بهذا، وراح يثير بين المسلمين الفتنة بسببه.. هل استتابهم، أو قتلهم؟

سكت الرجل، فقال الحكيم: ألم تكن أقوالهم تلك أخطر من كل بدعة وضلالة وقع فيها من تحاربونهم؟

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست