اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 59
ونضم إلى ذلك ما قاله أعلامنا الأعلام ممن
لم تسمع به أنت ولا أمثالك.
فنحن نعلم أن
الجنة تسعى وتتقرب للمتقين، كما قال تعالى: ﴿وَأُزْلِفَتِ الْـجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾
[الشعراء:90 ]، وقال: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْـجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ
﴾ [ق:31 ]
ونعلم أن
المتقين لهم في الجنة غرف مبنية من فوقها غرف، يُرى ظاهِرها من باطنها وباطنها من ظاهرها،
كما وعد الله تعالى بذلك، فقال: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَـهُمْ
غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ
الله لا يُخْلِفُ الله الْـمِيعَادَ ﴾ [الزمر:20 ] وقال:﴿وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْـجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾
[العنكبوت:58 ]
ونعلم أن
المتقين لا يمسّهم العذاب، قال تعالى: ﴿وَيُنَجِّي الله الَّذِينَ اتَّقَوا
بِمَفَازَتـِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الزمر:61
]
ونعلم فوق
ذلك كله أن أشرف جائزة ينالها المتقون هي محبة الله لهم، كما قال تعالى: ﴿بَلَى
مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ الله يُحِبُّ الْـمُتَّقِينَ ﴾
[آل عمران:76 ]
قال الحكيم:
بورك فيك.. وفي حفظك للقرآن الكريم، وفهمك له.. فهلم أجبني عن حقيقة التقوى.. وكيف
نسير بها في حياتنا لننال كل تلك الأجور المعدة لأهلها؟
قال الرجل:
ذلك من أوضح الواضحات.. فقد بين رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
حقيقة التقوى، ومنهج التحقق بها، فقال: (إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينها
أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعرضه، ومن
وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا ولكل
ملك حمى، إلا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد
كله، وإذا
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 59