اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 51
قال الحكيم:
شكرا لكم.. فأنتم معي إذن في أنه لا يمكن لأحد أن يشرب من نهر الحقيقة إلا إذا
سقاه منها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)..
قالوا: أجل..
قال الحكيم:
أجيبوني بعد هذا.. ما وجه علاقة المؤمن مع رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)..
هل هي علاقة ند بند.. أم علاقة تابع بمتبوع؟
قال رجل من
الحاضرين: بل هي علاقة تابع بمتبوع.. فمن ذا يمكنه أن يصل إلى ذلك المقام المحمود والدرجة
الرفيعة التي أعطاها لله لنبيه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)؟
قال آخر: إن
الرسول a هو (خاتم الأنبياء.. وهو
الإمام الأعظم الذي لو وجد في أي عصر وجد لكان هو الواجب الطاعة المقدم على
الأنبياء كلهم؛ ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس، وكذلك هو
الشفيع في يوم الحشر في إتيان الرب لفصل القضاء، وهو المقام المحمود الذي لا يليق
إلا له، والذي يحيد عنه أولو العزم من الأنبياء والمرسلين، حتى تنتهي النوبة إليه،
فيكون هو المخصوص به)[1]
قال آخر: لقد
ذكر الله تعالى ذلك، فقال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ
لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ
لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ
وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا
وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ [آل عمران: 81]، فالله تعالى يخبر في
هذه الآية (أنه أخذ ميثاق كل نبي بعثه من لدن آدم، عليه السلام، إلى عيسى، عليه
السلام، لمهما آتى الله أحدهم من كتاب وحكمة، وبلغ أي مبلغ، ثم جاءه رسول من بعده،
ليؤمنن به ولينصرنه، ولا يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتباع من بعث بعده
ونصرته)[2]