اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 42
فيها أي فرقة ناجية.
قال الحكيم:
ألم يعطنا الله تعالى صفات الفرقة الناجية، بل الفالحة، بل الفائزة بعز الأبد؟
سكت الرجل،
فقال الحكيم: بلى .. وقد نص على ذلك في مواضع من القرآن الكريم منها قوله تعالى: ﴿قَدْ
أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ
فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى
أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ
هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى
صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ
يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11]
انظر كيف
أخبر الله تعالى أن أولئك الذين اتصفوا بتلك السعادة لم ينجوا فقط، وإنما نالوا
الفردوس الأعلى.
قال الرجل:
ذلك صحيح.. والآيات الكريمة صريحة في ذلك.
قال الحكيم:
فهل تراكم أنتم وهؤلاء الذين تحاربونهم تختلفون في تلك المعاني التي وردت بها تلك
الآيات؟
سكت الرجل،
فقال الحكيم: أنا أعرفكم جميعا، وقد خالطتكم جميعا، ولا أحد منكم ولا منهم ينكر
معنى من تلك المعاني.. فكلهم يؤمنون بالصلاة والزكاة والأمانة..
رمى رجل من
القوم سيفه، وقال: صدقت.. لقد تذكرت الآن الكثير من الأحاديث التي كان يجتهد
مشايخ السوء الذين ملأوا قلوبنا بالأحقاد كي ننساها، حيث كانوا يؤولونها تأويلا
عجيبا، فلا نخرج منها بشيء..
ومن تلك
الأحاديث قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (صلوا خلف من قال: لا إله إلا الله، وصلوا
على
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 42