اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 41
قال الرجل:
لا .. لا ينفعه كل ذلك.. بل هو مشرك .. بل هو أشد كفرا من اليهود والنصاري كما نص
على ذلك علماؤنا.
قال الحكيم:
فهل تعرف حديث الذي طلب من أهله أن يحرقوه إن هو مات؟
قال الرجل:
أجل .. وكيف لا أحفظه وهو في صحيح البخاري ومسلم اللذين أجمعت الأمة على صحتهما..
ولا يرد أحاديثهما إلا زنديق.
قال الحكيم:
فهلا رويته لي.
قال الرجل:
أجل.. ولدي سند طويل به، وأجازني في روايته مشايخي الكبار.. ونصه هو قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموت، قال
لبنيه: إذا أنا متّ، فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر علي
ربي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً. فلما مات فُعِل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال:
اجمعي ما فيك منه، ففعلت، فإذا هو قائم. فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب
خشيتك. فغفر له)[1]
قال الحكيم:
بورك فيك وفي حفظك.. أخبرني وكن صادقا.. لو أن هذا الرجل وقع بين أيديكم، فبم
تحكمون عليه؟
سكت الرجل،
فقال الحكيم: لا شك أنكم ستحكمون عليه بالكفر، لأنه أنكر قدرة الله، أو تصور الله
عاجزا عن أن يجمع ذراته.
قال الرجل:
أجل.. ولكن لجهله عذره الله سبحانه وتعالى.
قال الحكيم:
فلم لا تعذرون خلق الله.. فالله هو الذي يعلمهم وهو الذي يربيهم.. وهو الذي ينقلهم
من حال إلى حال إلى أن يرتقوا في سلم الكمال الذي كتبه الله لهم.
قال الرجل:
إذا فعلنا ذلك.. فستغرق هذه الأمة في متاهات الضلالة، ولن تبقى