اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40
يُسمع دويُّ
صوتِه، ولا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يَسألُ عن الإسلام، فقال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (خمسُ صلواتٍ في اليوم واللَّيلة)، فقال هل عليَّ
غيرها؟ قال: (لا، إلاَّ أن تَطوَّع)، قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):
(وصيام رمضان)، قال هل عليَّ غيرُه؟ قال: (لا، إلاَّ أن تَطوَّع)، قال: وذَكَر
رسول الله a الزكاة، قال هل عليَّ غيرها؟ قال: (لا، إلاَّ أن
تَطوَّع)، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أَزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (أَفْلحَ إنْ صَدَق) [1]
وفي حديث آخر
قال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (خمس صلوات كتبهنَّ الله على العباد، مَن أتى
بهنَّ لم يُضيِّع منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقهنَّ، كان له عند الله - تبارك وتعالى
- عهد أن يُدخلَه الجنة، ومَن لم يأتِ بهن، فليس له عندَ الله عهد، إن شاء عذَّبه،
وإن شاء غفر له)[2]
قال الرجل:
لكن هذا الحديث كما نص مشايخنا مخصص عمومه، ومقيد مطلقه.. ولذلك يمكن أن يقع في
الكفر والبدعة والشرك من فعل كل هذه الأمور.. وقد كتب بعض مشايخنا في ذلك رسائل
كثيرة تبين أن تلك الطائفة التي نحاربها قد وقعت في الشرك.. ولا ينفع مع الشرك
طاعة.
قال الحكيم:
لكني سمعتهم يشهدون أن لا إله إلا الله.. فكيف يكون مشركا من يقولها؟
قال الرجل:
من وقع في نواقضها وقع في الشرك، وأصبح مرتدا .. وحل دمه بذلك.
قال الحكيم:
لكنه إن تأول ذلك .. أو اعتقد أن ما هو فيه ليس شركا.. وكان له برهان على ذلك..
وكان له من العلماء من يسانده .. ألا ينفعه كل ذلك لتعذروه؟