اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 43
من قال: لا إله إلا الله) [1]وأتذكر ذلك اليوم الذي ذهبت فيه لبعض مشايخي، وحدثته بهذا الحديث، وأنا
في غاية السرور، لكنه انتهرني.. ثم أخذ يسرد علي فتاوى العلماء التي تحرم الصلاة
وراء جميع المخالفين لنا، بل تجعل صلاتنا خلفهم باطلة [2] .
ومن تلك
الفتاوى ما أفتى به بعضهم، قال:
(الصلاة خلف المبتدع فيها
تفصيل، فإذا كان مبتدعاً بدعة مكفرة كالجهمية؛ فهذا لا يُصلى خلفه، والمعتزلي
الذي يؤول صفات الله والخوارج لا يُصلى خلفهم، أمَّا
إذا كانت بدعته خفيفة لا تفضي إلى الشرك فالأمر في هذا سهل، ولكن إذا تيسر إزالته والتماس إمام من أهل السنة؛ فهذا أمر واجب، ولكن
إذا دعت الضرورة أن يُصلى خلفه،
كالتي بدعته لا تكفره
كالعاصي فهذا يصلى خلفه ما دام مسلماً)[3]
ثم بين لي أن
هذه الفتوى تستدعي ألا أصلي خلف أحد من الناس سوى أصحابنا، لأن الأمة جميعا أصبحت
جهمية.. لأنها جميعا لا تقول بإثبات اليدين والعينين والرجلين والحقو والضرس لله..
رمى آخر
بسيفه، وقال: بورك فيكما .. لقد ذكرتماني بحديث أنستنيه الأيام ومشايخ السوء، وهو
قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (رحم الله من كف لسانه عن أهل القبلة إلا بأحسن ما يقدر عليه)[4]، وفي رواية أخرى: (كفوا
عن أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب فمن أكفر أهل لا إله إلا الله فهو إلى
الكفر أقرب)[5]
فقد وضع رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ضابطا واحدا لإدخال المؤمن في الدين، وحماية عرضه