responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 18

التي سولت له مزاحمة الربوبية ليعيدها إلى عبوديتها.. حينذاك فقط تتوحد قلوبكم على عبودية الله.

نادى رجل من بعيد: أتريدنا أن نفعل ما أمر به بنو إسرائيل من قتل أنفسهم، كما قال تعالى:﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:54) .. ألا تعلم أنا من أمة محمد a لا من بني إسرائيل؟

قال الحكيم: وهل لأمة محمد (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) إلهها الخاص بها.. ولبني إسرائيل إلههم الخاص بهم.. أليس الرب واحدا؟

قال الرجل: ولكنهم أمروا بقتل أنفسهم، ولم نؤمر بذلك.

قال الحكيم: فما دمتم لم تؤمروا بذلك فلم تفعلونه؟

قال الرجل: وهل ترانا نفعل ذلك؟

قال الحكيم: لا أراكم تفعلون إلا ذلك.. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ (الحجرات: 11)؟

قال الرجل: بلى.. وهي في سورة الحجرات.. وهي تنهى عن اللمز.

قال الحكيم: فهل رأيت رجلا يلمز نفسه؟

قال الرجل: الناس يلمز بعضهم بعضا، ولا يلمزون أنفسهم.

قال الحكيم: ولكن الله تعالى ذكر لمز النفس، ولم يذكر لمز الغير.

قال الرجل: لقد قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومقاتل بن حَيَّان في تفسيرها:(لا يطعن بعضكم على بعض)، فالنفس هنا يراد بها الغير.

قال الحكيم: فقتلكم لبعضكم بعضا إذن قتل لأنفسكم؟

سكت الجميع، فقال: لقد ذكر القرآن الكريم ذلك صراحة، فقال:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست