اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 125
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
جزورا من أعرابي بوسق من تمر الذخيرة، فجاء منزله، فالتمس التمر، فلم يجده، فخرج
إلى الأعرابي فقال: (عبد الله، إنا قد ابتعنا منك جزورك هذا بوسق، من تمر الذخيرة،
ونحن نرى أن عندنا، فلم نجده) فقال: الأعرابي: واغدراه واغدراه، فوكزه الناس
وقالوا: إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) تقول هذا؟ فقال: (دعوه، فإن لصاحب الحق
مقالا) فردد ذلك رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) مرتين أو ثلاثا، فلما رآه لا يفقه عنه
قال لرجل من أصحابه: (اذهب إلى خولة بنت حكيم بن أمية فقل لها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقول لك إن كان عندك وسق من تمر الذخيرة فسلفينا حتى
نؤديه إليك إن شاء الله تعالى) فذهب إليها الرجل، ثم رجع قال: قالت: نعم هو عندنا
يا رسول الله، فابعث من يقبضه، فقال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
للرجل: (اذهب فأوفه الذي له) فذهب، فأوفاه الذي له، قال فمر الأعرابي برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وهو جالس في أصحابه، فقال: جزاك الله خيرا، فقد
أوفيت وأطيبت، فقال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (أولئك خيار الناس الموفون المطيبون)[1]
رمى آخر
بسيفه، وقال: صدقت.. وقد تذكرت لتوي حديث أنس قال: كنت أمشى مع رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وعليْه بُرُدٌ نجرانىّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابىّ فجذبه بردائه جذبة
شديدة، فنظرتُ إلى صفحة عنق رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وقد أثَّر بها حاشية الرَّداء من شدَّة الجذبة، ثم قال: يا محمد مُرْ
لى من مال الله الذى عندك، فالْتَفتَ إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء[2].
رمى آخر
بسيفه، وقال: صدقت.. وقد تذكرت لتوي حديث الرجل الذي أتى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يتقاضاه فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(دعوه فإن لصاحب الحق مقالا، ثم قال: اعطوه شيئا مثل
سنة)، فقالوا: يا رسول الله، لا نجد إلا