اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 124
رجل: إن هذه لقسمة ما عدل فيها، وما أريد
بها وجه الله تعالى، قال: فقلت: والله لأخبرن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
فأتيته، فأخبرته بما قال، فتغير وجهه حتى كان كالصرف، ثم قال: (فمن يعدل إن لم
يعدل الله ورسوله؟ ثم قال: (يرحم الله موسى u،
قد أوذي بأكثر من هذا فصبر)[1]
رمى آخر
بسيفه، وقال: صدقت.. وقد تذكرت لتوي حديث عبد الله بن سلام: أن زيد بن سعية ـ وهو
أحد علماء أهل الكتاب من اليهود ـ قال: إنه لم يبق من علامات النبوة شئ إلا وقد
عرفتها في وجه محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما
منه: أن يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فكنت أتلطف له لأن
أخالطه فأعرف حلمه، فابتعت منه تمرا معلوما إلى أجل معلوم، وأعطيته الثمن، فلما كان
قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة، أتيته، فأخذت بجامع قميصه وردائه، ونظرت إليه بوجه
غليظ، فقلت: يا محمد ألا تقضيني حقي؟ فوالله إنكم يا بني عبد المطلب لمطل، وقد كان
لي بمخالطتكم علم، فقال عمر: أي عدو الله، أتقول لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ما أسمع؟ فوالله لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي
رأسك، ورسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ينظر إلى عمر في سكون، وتؤدة، وتبسم، ثم
قال: (أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن
التباعة، اذهب يا عمر فاقضه حقه، وزده عشرين صاعا، مكان ما رعته)، ففعل عمر، فقلت:
يا عمر، كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
إلا اثنتين لم أخبر هما منه، يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما،
فقد خبرتهما، فأشهدك أني رضيت بالله تعالى ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نبيا[2].
رمى آخر
بسيفه، وقال: صدقت.. وقد تذكرت لتوي حديث عائشة قالت: ابتاع