اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 123
بالعفو والصفح والحلم قائلاً: (يا معشر
قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟)، قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(اذهبوا فأنتم الطلقاء)
لقد أنزل
الله عليه: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ
وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ (النحل:126)، فاختار أن
يعفو عنهم ويصبر على ما كان منهم، وأن لا يعاقب فقال: (نصبر ولا نعاقب)
رمى آخر
بسيفه، وقال: صدقت.. وقد تذكرت لتوي حديث جابر أنه غزا مع رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فلما قفل معه أدركتهم القائلة في في واد كثير
العضاة فنزل رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) تحت سمرة فعلق سيفه، ونمنا نومة،
فإذارسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: (إن هذا
اخترط علي سيفي، وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده فقال: من يمنعك مني؟) فقلت: الله
ثلاثا، ولم يعاقبه وجلس[1].
رمى آخر
بسيفه، وقال: صدقت.. وقد تذكرت لتوي حديث جابر الآخر أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) جعل يقبض يوم حنين من فضة في ثوب بلال، ويفرقها،
فقال له رجل: يا رسول الله أعدل، فقال: (ويحك، من يعدل إذا أنا لم أعدل؟ قد خبت
وخسرت إن كنت لا أعدل) فقال عمر: ألا أضرب عنقه فإنه منافق؟ فقال: (معاذ الله أن
يتحدث أني أقتل أصحابي)[2]
رمى آخر
بسيفه، وقال: صدقت.. وقد تذكرت لتوي حديث عبد الله بن مسعود قال: لما كان يوم حنين
آثر رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ناسا في القسمة ليؤلفهم، فأعطى الأقرع بن
حابس مائة من الإبل، وأعطى ناسا من أشراف العرب، وآثرهم يومئذ في القسمة، فقال