اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 122
هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول
ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن)، فأمر رجلا من القوم
فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه[1].
قال الحكيم:
بورك في حفظك للحديث.. لكنك لم تكمله.. فللحديث تتمة.
قال الرجل:
أجل.. وقد رويتها بسندي عن أبي هريرة أن أعرابيا دخل المسجد ورسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) جالس،
فصلى ركعتين ثم قال: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحداً، فقال النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): لقد تحجرت واسعاً. ثم لم يلبث أن بال في ناحية
المسجد، فأسرع الناس إليه، فنهاهم النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
وقال: (إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين)، صبوا عليه سجلا من ماء[2].
قال الحكيم:
فهل ترى أن هذه الحادثة خاصة بزمنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)..
أم أنها عامة؟
قال الرجل:
بل هي عامة.. فقد ذكر رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
في آخر الحديث لصحابته هذه المقولة: (إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين)
قال الحكيم:
فهل ترون ما تقومون به من قتل بعضكم بعضا من أجل رأي أو قضية أو موقف داخل في
التيسير أم التعسير؟
سكت الرجل،
فقال الحكيم: بل هو داخل في التعسير.. وأنتم بمواقفكم هذه تخالفون سنة نبيكم (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. بل تحولون دين الرحمة إلى دين قسوة.. ودين اليسر
إلى دين عسر.. أنتم تحرفون الدين تحريفا خطيرا.
رمى رجل
سيفه، وقال: بورك فيك أيها الحكيم.. لقد تذكرت لتوي كيف فعل رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) عندما تمكن من أعدائه الذين صبوا عليه وأصحابه
جميع أنواع العذاب، وسلبوا أموالهم، وديارهم، وأجلوهم عن بلادهم، لكنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قابل كل تلك الإساءات