responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 120

 

قال الرجل: الحديث صحيح.. وقد رواه جمع كثير من الثقاة الذين لا نشك في نزاهتم وضبطهم وكفاءتهم في الرواية.

قال الحكيم: ألا ترى أن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) كان في إمكانه عن طريق ملك الجبال أن يقيم عليهم أحكام الدين.. ويقضي عليهم دفعة واحدة، وتستريح الأرض من شركهم؟

قال الرجل: لقد طمع رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) في أن يكون من أولاد أولئك المشركين من يؤمن به.

قال الحكيم: فلم لا تطمعون في أولاد من تحاربونهم أن ينتهجوا الصراط الذي تنتهجونه.

قال الرجل: لقد كان ذلك في مكة.. لا في المدينة.. وكان قبل الهجرة لا بعدها.

قال الحكيم: فهل ترون رحمة الله ورحمة رسوله نسخت أم عطلت بعد الهجرة؟

قال الرجل: معاذ الله.. فرسول الله كما ذكره ربه رحمة للعالمين.. كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]

قال الحكيم: ولكنكم تجعلونه رحمة خاصة بكم حين تسمحون لأنفسكم أن تقتل كل من يخالفكم بحجة أنه يخالف نبيكم.

سكت الرجل، فقال الحكيم: ألستم تذكرون في دواوينكم التي هي أهم عندكم من كل شيء أن كبار المشركين الذين حاربوا رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وتفننوا في حربه قد أسلموا، وحسن إسلامهم.. وأنهم صاروا صحابة أجلاء.. وأنهم اكتسبوا بعد كل تلك الحروب التي خاضوها ضد الإسلام من الحرمة والمنعة ما لم يكتسبه الذين ولدوا في الإسلام وعاشوا به، وماتوا عليه.

قال الرجل: تقصد هندا وأبا سفيان؟

قال الحكيم: وغيرهما كثير.. ألستم تجلونهم وتعظمونهم مع كل ما فعلوه؟

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست