اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 115
اختلاف الآراء من سنن هذا الكون، وهو من أهم العوامل في رقي البشر، والأدب مع من يقول فكره باللطف قاعدة لا يجب التخلف
عنها في كل مجتمع. والتعادي على المنازع الدينية وغيرها من
شأن الجاهلين لا العالمين، والمهوسين لا المعتدلين)[1]
رمى آخر بسيفه، وقال: صدقت.. وقد قال قبله صالح بن
مهدي المقبلي: (فأقول اللهم إنه لا مذهب لي إلا دين
الإسلام، فمن شمله فهو صاحبي وأخي، ومن كان قدوة فيه عرفت له حقه، وشكرت له صنعه، غير
غالٍ فيه ولا مقصر، فإن استبان لي الدليل، واستنار لي السبيل، كنت
غنياً عنهم في ذلك المطلب، وإن ألجأتني الضرورة إليهم وضعتهم موضع
الإمارة على الحق، واقتفيت الأقرب في نفسي إلى الصواب بحسب
الحادثة، بريئاً من الانتساب إلى إمام معين، يكفيني أني من المسلمين، فإن
ألجأني إلى ذلك الله، ولم يبق لي من إجاباتهم بد، قلت: مسلم مؤمن، فإن مزقوا
أديمي، وأكلوا لحمي، وبالغوا في الأذى، واستحلوا البذا، قلت: ﴿سَلامٌ
عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ [القصص:
55]، ﴿لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: 50]، وأجعلك اللهم في نحورهم، وأعوذ بك من
شرورهم، رب نجني مما فعله المفرقون لدينك، وألحقني بخير القرون من حزب أمينك (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))[2]