اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 116
سابعا ـ الرحمة
قام الحكيم السابع
بين الصفين، وقال: أخبروني يا من لا تزالون تحملون سيوفكم عن أول اسم من أسماء
الله الحسنى تجدونه في القرآن الكريم.
قام رجل من
القوم، وقال: ذاك مما يعرفه صغارنا.. إنه لا شك اسمه الرحمن المقترن باسم الرحيم..
فقد تكرر ذكرهما في سورة الفاتحة مرتين.. وتكرر ذكر رحمة الله في القرآن الكريم
بما لا يعد ولا يحصى.. بل لم يذكر من أسماء الله الحسنى وصفاته العليا مثلما ذكرت
رحمة الله.
قال الحكيم:
فهل رحمة الله خاصة بقوم دون قوم.. أو بخلق دون خلق.. أم أنها وسعت الخلق جميعا؟
قال الرجل:
لاشك أنها وسعت الخلق جميعا، وقد قال تعالى::﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ
شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ
هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾
قال الحكيم:
فهل يمكنها أن تسع المذنبين والغافلين والعاصين؟
قال الرجل:
ويلك.. وهل أنت في شك من ذلك.. فرحمة الله وسعت كل شيء.. حتى المذنبين والغافلين
والعاصين، وقد قال تعالى:﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾[الزمر: 53]،
وقال: ﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا
يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 147]
قال الحكيم:
فهل تجدون في أتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام من عمر طويلا وهو كافر مشرك.. لكن
رحمة الله تداركته في آخر لحظة.. فآمن واتبع الرسل ومحيت عنه كل خطاياه.. بل عوض
بدلها الدرجات الرفيعة من الجنة؟
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 116