وحكى لي عن
آخر أنه (جعل إصبعيه في أذنيه لما سمع معتزليًا يتكلم)[2]
وحكى لي عن
آخر قوله:أنه (امتنع من سماع إبراهيم بن أبي يحيى
المعتزلي، وقال: لأن
القلب ضعيف وإن الدين ليس لمن غلب)[3]
وحكى لي عن آخر
قوله لرجل ممن سماهم أصحاب الأهواء: أسألك عن كلمة، فولى
وهو يقول: ولا نصف كلمة، مرتين
يشير بإصبعيه[4].
رمى آخر
بسيفه، وقال: لقد غفل هؤلاء جميعا أن يحدثونا عن مقولة إمام المتقين الإمام علي في عهده لمالك الأشتر لما ولاه مصر، فقد قال له: (.. وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، يفرط
منهم الزّلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى
على أيديهم في العمد والخطأ،
فأعطهم من عفوك وصفحك مثل
الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه)[5]
رمى آخر بسيفه، وقال: صدقت.. وقد غفلوا عن أولئك
العلماء الصادقين الذين وقفوا في وجه هذه الفتنة، كالشيخ جمال الدين القاسمي[6]، فقد كان من دعاة
الترفع على الأحقاد، والتعامل مع الناس بإنسانية، لا بما
يقتضيه ولاؤهم وبراؤهم، فمن مقولاته
[6] وهو من
علماء الحديث والتفسير، ومع ذلك ينكر عليه السلفية، ويتشددون في رفضه انظر أقوال الشيخ ربيع بن هادي في جمال الدين القاسمي في [بيان مافي
نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال] ص (١٤-١٥)]
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 113