responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110

لكن أولئك المشايخ لم يكونوا يكتفون لا بالسلام، ولا بالشهادتين.. ولا بالصلاة.. ولا بالقرآن.. بل كانوا يشترطون للحكم على المؤمنين بالإيمان أن يذعنوا لهم ولمشايخهم إذعانا تاما، حتى يشهدوا لهم بالإيمان.

وقد ذكر الله تعالى أن سبب ذلك الإفراط في حب الدينا، فقال: ﴿تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [النساء: 94].. فالدنيا ومناصبها وأموالها وحب التعزز فيها هو الذي دعا أولئك المشايخ إلى أن يعتبروا أنفسهم معايير للإسلام والزندقة.

رمى آخر بسيفه، وقال: لقد غفل أولئك المشايخ الذين حجبونا عن ربنا وملأوا قلوبنا أحقادا عن تلك الروايات الكثيرة التي تدعونا إلى الاهتمام بأنفسنا، وترك الخلق للخالق، فهو ربهم، وأعلم بهم، وبكيفية تربيته لهم.. لقد تذكرت لتوي ما ورد في الحديث عن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أنه قال: (أول من يدخل عليكم رجل من أهل الجنة)، فدخل رجل، فقام إليه ناس، فأخبروه، وقالوا: أخبرنا بأوثق عملك في نفسك، قال: (إن عملي لضعيف، وأوثق ما أرجو به سلامة الصدر، وتركي ما لا يعنيني)[1]

رمى آخر بسيفه، وقال: لقد غفل أولئك المشايخ عن تلك النصوص المقدسة الكثيرة التي تدعونا إلى تحسين علاقاتنا بالناس مهما اختلفت مذاهبهم.. وراحوا يشحنون قلوبنا بالأحقاد التي تجعلنا أغلظ أكبادا من الإبل.

لقد غفلوا عما ورد في القرآن الكريم من شأن يوسف عليه السلام في السجن، وكيف تأثر به المساجين، مع كونهم كانوا مشركين، كما قالت تعالى: ﴿وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي


[1] جامع العلوم والحكم (1/ 294)

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست