اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 108
من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)[1].. فهذا الحديث يجيز الاختلاف ويعتبره، لكنه يحرم الخلاف.. فالخلاف شقاق،
ويؤدي إلى الهلاك.
بل قد ورد في
الحديث عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لنا لما رجع من الأحزاب: لا يصلين أحد
العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، وقال بعضهم: لا نصلي حتى
نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي ولم يرد ذلك منا، فذكر ذلك للنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فلم يعنف واحدا منهم.. وهذا يدل على أن في الدين
سعة.. وأن كل فهم للنص يمكنه أن يكون مقبولا ما دام لا يعارض أصول الدين ولا قواعده.
رمى آخر بسيفه،
وقال: صدقتم جميعا.. لقد ملأ مشايخ السوء قلبي أحقادا، فقد كنت أنهض كل صباح لأشق
عن قلوب المؤمنين، وأبحث عن عقائدهم، لأرميهم بعدها بالبدعة.. ثم أصليهم نار جهنم،
ليرتاح قلبي، وتطمئن نفسي..
رمى آخر
بسيفه، وقال: صدقت يا أخي.. لقد كان أولئك المشايخ يعرضون عن أحاديث رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) التي تنهانا عن الشق عن قلوب الناس لمعرفة
عقائدهم.. ليعوضوها بحديث ينسبونه لسفيان الثوري يقول فيه: (امتحنوا أهل الموصل
بالمعافى فمن ذكره – يعني بخير – قلت َهؤلاء أصحاب سنة وجماعة، ومن عابه قلتَ هؤلاء أصحاب بدع)[2]
وبحديث لأحمد
بن حنبل يقول فيه: (إذا رأيت من يغمزه – يعني حماد بن سلمة – فاتهمه ؛
فإنه كان شديداً على أهل البدع)[3]
وبحديث ليحيى
بن معين يقول فيه: (إذا رأيت إنساناً يقع في عكرمة وحماد بن