responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 107

وترك لغيره الحرية في أن يمارس ما اعتقده لما حصلت كل هذه الفتنة.

لقد صرح بذلك قوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: 29]، وقوله: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾ [يونس: 108]

رمى آخر بسيفه، وقال: أجل.. وقد ورد في الروايات الكثيرة أن أصحاب النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) كان بعضهم يصوم في السفر، وبعضهم يُفطِر، (فلا يُنكِر الصائم على المُفطِر ولا المُفطِر على الصائم)[1]

وقد قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: (يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة!)، وقد قال الذهبي معلقاً على هذه القصة: (هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه فما زال النظراء يختلفون)[2]

رمى آخر بسيفه، وقال: بورك فيكم.. لقد تذكرت لتوي مقولة ليحيى بن سعيد يقول فيها: (ما برح المستفتون يستفتون فيحل هذا ويحرّم هذا، فلا يرى المحرّم أن المحلل هلك لتحليله، ولا يرى المحلل أن المحرّم هلك لتحريمه)، وقال آخر: (إذا رأيت الرجل يعمل بعمل قد اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه)

رمى آخر بسيفه، وقال: بورك فيكم.. لقد تذكرت لتوي ما ورد في الحديث عن عبد الله بن مسعود، قال: سمعت رجلاًً قرأ آية سمعت من رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) خلافها[3]، فأخذت بيده، فأتيت به رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، فقال: كلاكما محسن، ثم قال: (لا تختلفوا، فإن


[1] جامع بيان العلم وفضله (2/161)

[2] فتح البر بترتيب التمهيد لابن عبد البر (4/548)

[3] المراد منه الاختلاف في كيفية قراءتها.

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست