اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 106
قال الحكيم:
أليس سبب الخلاف الذي حصل بينكم وبين إخوانكم هو فضول كل طرف منكم للتفتش على
عقائد الآخر وأعماله.
قال الرجل:
لابد من ذلك، وقد كان من سنة سلفنا الصالح امتحان الناس للتعرف على عقائدهم،
ليعاملوهم على أساسها، وقد قال الذهبي: (قال هشام: لقيت شهابا وأنا شاب في سنة
أربع وسبعين ومئة فقال لي: إن لم تكن قدريا ولا مرجئا، وحدثتك، وإلا لم أحدثك،
فقلت: ما في هذين شيء)[1]
وقال أبو
مسهر: قدم ابو إسحاق الفزاري دمشق ن فاجتمع الناس ليسمعوا منه، فقال: اخرج إلى
الناس، فقل لهم: من كان يرى القدر، فلا يحضر مجلسنا، ومن كان يرى رأي فلان،
فلايحضر مجلسنا، فخرجت، فأخبرتهم[2].
وقال الحاكم:
سمعت أبا سعيد بن أبي بكر يقول: لما وقع من أمر الكلابية ما وقع بنيسابور كان أبو
العباس السراج، يمتحن أولاد الناس، فلا يحدث أولاد الكلابية، فأقامني في المجلس
مرة فقال: قل أنا ابرأ إلى الله تعالى من الكلابية، فقلت: إن قلت هذا لا يطعمني
أبي الخبز، فضحك وقال: دعوا هذا[3].
قال الحكيم:
ولم فعلوا هذا.. ألم يكن الكافرون والمنافقون يحضرون مجلس رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ولم ينهر أحدا منهم عن الحضور، أم أن هؤلاء
يتصورون أنفسهم أعظم وأشرف من رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)؟
رمى رجل منهم
بسيفه، وقال: بورك فيك.. لكأني أول مرة أسمع قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(من
حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، فلو أن كل مؤمن اكتفى بتطبيق ما كلف به من
أوامر،