اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 102
قال رجل
منهم: أجل.. وقد قال أخبر تعالى عن وساوس الشيطان لآدم عليه السلام، وأنه وعدهما
بالخلود إن أكلا من الشجرة: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ
لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا
رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ
تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ
النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 20، 21]
قال الحكيم:
ألا ترون أن خدعة الشيطان التي انطلت على آدم عليه السلام مع ما علمه الله من
الأسماء، وما رآه من العجائب، ومع التحذيرات الإلهية التي حذر بها.. يمكن أن تنطلي
علينا أيضا، فنتصور الإساءة إحسانا، والجور عدلا؟
قال الرجل:
بلى.. ذلك صحيح، فنحن لسنا معصومين.
قال الحكيم:
ومشايخكم.. أهم معصومون فيما يدعونكم إليه.. أو يعدونكم به؟
قال الرجل:
لا.. فهم لا يدعون لأنفسهم ذلك.. ونحن لا ندعي لهم ذلك.
قال الحكيم:
ألا يمكن أن تكون الوعود التي وعدوكم بها مما أخطأوا فيه؟
قال الرجل:
محال ذلك.. فهم قد اقتبسوها من المصادر المعصومة المقدسة.
قال الحكيم:
فهل في هذه النصوص المقدسة ذكر لهذه الحرب، وما العمل فيها؟
قال الرجل:
لا.. ليس فيها ذلك.. ولو كان فيها ذلك ما وقع الخلاف.
قال الحكيم:
فهو فهموه إذن؟
قال الرجل:
أجل.. وفهمهم محترم لأنه نابع من اجتهاد.
قال الحكيم:
وهل كل محترم معصوم.. ألا يمكن أن يكون ذلك المحترم قد أخطأ في هذه المسألة دون
غيرها؟
قال الرجل:
ذلك ممكن.
قال الحكيم:
ألم تعلموا أن خطأ واحدا من آدم عليه السلام، وهو أكله من الشجرة، تسبب في هبوطه
من الجنة؟
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 102