responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 101

قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26]

قال الحكيم: بورك فيكم.. أتدرون سر كل هذا الجزاء العظيم المعد للمحسنين؟

قال رجل منهم: أجل.. فالإحسان هو المرتبة العليا من الدين.. وقد قال تعالى يذكر ذلك: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125]، وقال رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) في تعريف الإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)[1]

قال الحكيم: ألا ترون أن مرتبة عظيمة مثل هذه استحق أصحابها أن ينالوا رضوان الله ومعيته ومحبته.. وينالوا فوق ذلك الجزاء العظيم في الدنيا والآخرة.. ألا ترون أننا بحاجة إلى التحقق بها، بل وضع كل همتنا في الرقي في درجاتها الرفيعة؟

قالوا: بلى.. ونحن نفعل ذلك بحمد الله.

قال الحكيم: من السهل أن ندعي لأنفسنا ما نشاء.. لكن الأمر خلاف ما نتوهم أو نتمنى لأن لله تعالى موازين لا يمكن تجاوزها، وقد قال تعالى: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ [النساء: 123]

قالوا: صدقت في هذا.. لكنا نشعر أننا مذ تحركت فينا همة الجهاد في سبيل الله نلنا أرقى المراتب، وتحققنا بأعلى درجات الإيمان.. وقد وعدنا مشايخنا بأننا بمجرد أن تسفك دماءنا في هذه الحرب المقدسة، ستستقبلنا الملائكة، ومعها كل ما نهواه من فضل ونعمة.

قال الحكيم: أجيبوني.. أليس الشيطان يتلاعب بالحقائق، ليخدع بها من يشاء؟


[1] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست