قال الرجل: ذلك صحيح.
قال الحكيم: ولكن الخطأ الذي قد يقع فيه مشايخكم ربما يوردكم جهنم.
قال الرجل: لا.. نحن لا نخاف ذلك.. لأن كل مجتهد ينال أجراء أخطأ أو أصاب.. ونحن أيضا بما أننا مقلدون لهم، فسيتحملون عنا ما وقعوا فيه من اجتهاد خاطئ.
قال الحكيم: أراك مع حفظك الجيد للقرآن الكريم نسيت أن تحفظ قوله تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ [البقرة: 166، 167]
قال الرجل: بلى أحفظها.. وهي في سورة البقرة.
قال الحكيم: فهل تعلم التحذيرات العظيمة التي وردت فيها؟
قال الرجل: أجل.. فهي تخبر عن مشهد من مشاهد القيامة، حيث تبرأ فيه الأتباع من المتبوعين.. وحيث يصلون جميعا نيران العذاب.
قال الحكيم: فهل ينفع ذلك التبرؤ؟
قال الرجل: لا.. لا ينفعهم.. بل سيظلون يتحسرون.
قال الحكيم: ألا يمكن أن يكون هؤلاء التابعين الذين أوردهم متبوعوهم العذاب هو أنتم؟
قال الرجل: لا.. لا يمكن.. فمشايخنا يستحيل أن يكونوا كذلك.
قال الحكيم: فهل لكم دليل من الغيب على استحالة ذلك عليهم؟
لم يجد الرجل ما يقول، فقال الحكيم: ألا يدعوكم هذا بدل الرجوع إلى مشايخكم أن ترجعوا إلى مواقفكم الخطيرة هذه.. والتي يرتبط بها عز الأبد أو ذله.. أن