أنه تلك القبور والأضرحة والمقامات التي صارت تعبد من دون الله.. لقد صارت
مساجد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها محال يعبد فيها غير الله.. لأنها مبنية
على القبور أو القبور تُدخلُ فيها..
هل تدرون لم بُنيت المساجد على القبور، والقِباب المشيدة على القبور؟
الجواب بسيط وواضح.. لقد وضع الزنادقة أحاديث مكذوبة على النبي تبين جواز ذلك،
بل تستحسنه، ثم جاء فقهاء ومفسرون ومحدثون وأدعياء علم كتبوا في ذلك، ونشروه بين
الناس إلى أن صار الناس مشركين.
تركوا الاستعانة بالله، وراحوا يستعينون بأصحاب القبور.. تركوا تمجيد الله، وراحوا
يمجدون أصحاب القبور.. نسوا أيام الله التي أمر بتعظيمها، وراحوا يعظمون موالد
مشايخ الشرك والضلالة.
لقد كان كفار قريش أبو جهل ومن معه وأبو لهبٍ ومن معه أكثر حرمة وتدينا من
كثير ممن يسمون أنفسهم مسلمين( ).. وممن يتصورون أنهم ينالون أجر الصفوف الأول في المساجد..
ونسوا أنهم مشركون لا يرون الجنة، ولا يشمون ريحها.
لقد كان أبو جهل وأبو لهب والوليد وغيرهم من المشركين إذا اشتد بهم الأمر
التجؤوا إلى الله وأخلصوا نداءهم وتعلقهم ودعاءهم لرب العالمين.. تصوروا لقد
كانوا، وهم مشركون لا يتعلقون بأصنامهم، لأنهم يعتقدون أنها لا تعطيهم ما يريدون،
ولا تدفع عنهم ما يحذرون.
لكن للأسف الشديد صار المسلمون الآن عند الشدائد يتوجهون إلى غير الله رب
العالمين.