يجرؤ على مقاطعته.. لأنهم جميعا ملتزمون بوصية رسول الله : (من قال
لصاحبه والامام يخطب انصت فقد لغا ومن لغا لا جمعة له)( )
بعد انتهاء الآذان قام الخطيب، ورمى بشرارة بصره إلى الحضور الذين كان
أكثرهم من العوام البسطاء من أتباع شيخ الطريقة، وكان بينهم زمرة من أصحاب الشيخ
وتلاميذه.
قال الشيخ في خطبته( ) بعد الحمدلة والصلاة على رسول الله : بما أنكم عرفتم
– في الخطب الماضية -أن كل الشرور الموجودة في الأمة طرأت عليها بسبب انحرافها عن
هدي نبيها وسلفها الصالح.. فإن هذا يَجعلنا نحرص ونبحث عن الخلل الذي أدخل هذه
الانحرافات في الأمة..
والتساؤل الذي يطرح نفسه بإلحاح، ويحتاج إلى أن نجيب عنه بقوة وجرأة هو من
السبب في ذلك؟
من هم المجرمون الذين أوقعوا الأمة فيما نراه من تخلف وضياع وتبعية وجهل
وخرافة؟
من يتحمل وزر كل الضياع الذي تقع فيه الأمة؟
البعض يعيد لذلك لأسباب سياسية من ضعف الحكام، أو تسلط الاستعمار.. ونحو
ذلك.. وكل ذلك غير صحيح..
السبب أيها المسلمون واضح، وهو بيننا يمشي على قدمين.. وقد نراه في
مساجدنا.. بل قد نراه في الصفوف الأولى منها..